رافلز 1887

DIARY OF A LONG BAR

ذكريات الفاتنة آفا جاردنر

لو كان بوسع الجدران التحدّث، فبأي حكايات كان سيأسرنا Long Bar في سنغافورة؟ يستند تعمّقنا المنتظم في أرشيف رافلز إلى تاريخ طويل وعريق يمتد إلى 137 عاماً من الأناقة والسحر.

في عام 1954 انطلقت الممثلة الأمريكية آفا غاردنر، التي وصفتها مجلة Saturday Review "بأنها واحدة من أكثر المخلوقات التي تخطف الأنفاس على وجه الأرض"، في جولة عالمية للترويج لفيلمها الجديد، The Barefoot Contessa.

مع جدول رحلات مزدحم شمل ريو دي جانيرو، وستوكهولم، وروما، وطوكيو، وصلت الآنسة غاردنر إلى سنغافورة في أوائل ديسمبر. وبطبيعة الحال، أقامت في فندق رافلز سنغافورة (Raffles Singapore)، حيث توقفت لالتقاط الصور مع المصورين عند وصولها، ثم بدّلت ملابسها لترتدي فستان شيونغزام ضيّق من الساتان الأنيق ليتوافق مع المناسبة. وعلى الرغم من أننا لسنا متأكدين من عدد الأمتعة التي جلبتها معها، فقد غادرت مع 40 حقيبة وفقاً لصحيفة The Straits Times، ودفعت مبلغاً كبيراً وقدره 4000 دولار أمريكي كرسوم على الأمتعة الزائدة في المطار.

شكّلت زيارة غاردنر واحدة من عدة زيارات أجراها نجوم هوليوود وسياسيون صاعدون خلال خمسينيات القرن الماضي، إذ ما بعد الحرب، أصبحت سنغافورة تدريجياً أكثر أماناً ونظاماً. عندما طلب جنديان بريطانيان خجولان من غاردنر توقيعها، قالت: "لماذا يا شباب، سأفعل أكثر من ذلك. إليكما قبلة". قيل إنها كانت سيدة محبة للمرح، وكانت واحدة من القلائل الذين يمكن أن يضاهوا إرنست همنغواي، صديقها مدى الحياة وأحد رواد رافلز سنغافورة (Raffles Singapore) المعتادين، في شرب كأس تلو الأخرى. كان الجِن مشروبها المفضّل، كما أنها كانت تستمتع بمشروب كوكتيل أيضاً، وعلى الرغم من أن التاريخ لا يسجل ما اختارته من قائمة مشروبات Long Bar، فمن المحتمل جداً أن يكون مشروب سنغافورة سلينغ القائم على الجِن.

لم تكن آفا غاردنر دائماً نموذجاً للياقة، فقد تم منعها من دخول فندق الريتز في مدريد بعد "حادثة" في بهو الفندق؛ كما تم منعها من دخول فندق سانت ريجيس في نيويورك لأنها سكبت مشروباً على سروال مالك الفندق آنذاك. ولكن في رافلز سنغافورة (Raffles Singapore) لا يتذكرها الناس إلا بسحر شخصيتها وجمالها الأخّاذ. واليوم تُخلّد ذكرى زيارتها في جناح يحمل اسمها، وهو جناح ساحر مثل آفا غاردنر نفسها.