رافلز 1887

RAFFLES READS

أطايب مدينة جاكارتا

في قلب العاصمة الإندونيسية، حيث تتعانق الشوارع الضيقة والأروقة المتشابكة، ينتظرك عالم ساحر من النكهات اللذيذة. رافلز 1887 يصطحبك في رحلة لا تُنسى مفعمة بالنكهات برفقة الشيف لقمان حكيم الذي ولد في جاكرتا، لاكتشاف كيف تُلهم المأكولات الشعبية الإندونيسية كلاً من المسافر العاشق للطعام والشيف من فئة 5 نجوم

تحتل المأكولات الشعبية مكانة مميزّة في نسيج الثقافة الإندونيسية. ففي شوارع جاكرتا وأزقتها الضيقة، ينتظرك أطيب ما جادت به المطابخ المحلية. رسمياً، تزخر المدينة بنحو 56,000 بائع متجول، أمّا بشكل غير رسمي، يتجاوز العدد ذلك بكثير. هذه السيمفونية المتنوعة من الأطباق الأصيلة تجسد ثراء وتنوع النكهات في المطبخ الإندونيسي. تعد المأكولات الشعبية جزءاً لا يتجزأ من هوية جاكرتا ومصدر فخر حقيقي لسكانها.

Blurred Motion of People at Vegetable Market

يقول لقمان حكيم، مساعد الطاهي التنفيذي في Arts Café by Raffles في رافلز جاكرتا (Raffles Jakarta): "هناك حكمة قديمة تقول إنه لفهم روح مكان ما، عليك أن تتذوق طعامه. في كل مطبخ أعمل فيه، أحرص على التعمّق في عالم المأكولات الشعبية المحلية، ثم أعيد تقديم تلك النكهات في إبداعات طهي متميزة."

"وجوهر المتعة يكمن في تذوق إبداعات الطهاة اليومية"

ابدأ رحلتك في عالم المذاقات الإندونيسية، توجه إلى باتافيا القديمة (المدينة القديمة في جاكرتا) أو شارع بيسينونغان الشهير. هناك، ستجد بعض الباعة يقدمون أطباقهم منذ سبعينيات القرن الماضي. أنصح باختيار الأطباق الساخنة التي تُعد أمام عينيك، ولا تقيّد نفسك بقائمة طعام محددة، فسواء اخترت الشراء من الباعة المتجولين بعرباتهم التقليدية (جيروباك)، أو من الأكشاك العائلية الصغيرة (وارونغ)، أو حتى من المطاعم المتخصصة في الأطباق المحلية، فإن جوهر المتعة يكمن في تذوق إبداعات الطهاة اليومية. هذه الحرية في الإبداع هي ما يجعل تجربة الطعام في جاكرتا فريدة.

Nasi Padang, a rice meal from Padang, Minang, West Sumatra. The rice is accompanied with various side dishes to choose from. Here each side dish is plated individually. The dishes are arranged on a rustic wooden table. A crumpled linen napkin is placed on the lower left corner. Some kaffir lime leaves are placed on the table.

يروي الشيف لقمان، الذي ولد في باندونغ في مقاطعة جاوة الغربية، قائلاً: "كغالبية الإندونيسيين، نشأت على مائدة بسيطة تضم التاهو (التوفو) والتمبه (كعكة الفاصوليا) المقلية. وفي شوارع جاكرتا اليوم، تجد العديد من الباعة يقدمون هذين الصنفين بأشكال متنوعة، سواء نيئة أو جاهزة للأكل. كان والداي يؤكدان دائماً على فوائد التمبه الصحية. ومن المثير للاهتمام أنه خلال السنوات الأخيرة، أصبح هذا الطبق البسيط عنصراً أساسياً في المطابخ العالمية التي تهتم بالجانب الصحي. وهذا يؤكد حكمة الاستماع لنصائح الوالدين!"

أما عن الأطباق الأخرى التي لا يجب تفويتها، فيأتي على رأسها ناسي غورينغ، طبق الأرزّ المقلي المحضر مع شرائح اللحم والخضروات. وهناك أيضاً غادو غادو، وهي سلطة إندونيسية شهية تجمع بين الخضروات الطازجة أو المطهوة، مع البيض والبطاطس والتاهو والتمبه المقلي، وتُقدم مع صلصة الفول السوداني الغنية. ولا ننسى الساتيه الإندونيسي الشهير، والسوتو - الحساء التقليدي العريق. جميع هذه الأطباق تُحضّر باستخدام مكونات محلية طازجة.

"في مطبخ الشيف لقمان في رافلز، ستلمس بوضوح تأثير المأكولات الشعبية الإندونيسية"

يقول: "من بين كل المأكولات الشعبية في جاكرتا، يظل ناسي بادانغ طبقي المفضل الأول، وهو عبارة عن أرزّ مطهو على البخار يُقدم مع كاري الجاكفروت الشهي، وبيض بصلصة الفلفل الحار، وصلصة الفلفل الأخضر المنعشة، مع خيارات متنوعة من اللحوم. وأيضاً مارتاباك مانيس، تلك الفطيرة المحشوة اللذيذة. يمكنني الاستمتاع بهذين الطبقين يومياً من دون أن أملّ منهما."

في مطبخ الشيف لقمان في رافلز، ستلمس بوضوح تأثير المأكولات الشعبية الإندونيسية. ويضيف الشيف لقمان: "في قائمة الطعام الأسبوعية المتجددة في Arts Café by Raffles، أحرص على الجمع بين النكهات المحلية والأطباق المستوحاة من التراث الإندونيسي. أؤمن بأن الطعام، تماماً كالموسيقى، هو لغة عالمية تتخطى الحدود. وعندما أنجح في نقل روح وجوهر تجربة مأكولات جاكرتا الشعبية إلى طاولات مطعمنا الراقي، أشعر بسعادة غامرة وإنجاز حقيقي."